الرئيسية

التجويع، السلاح الأكثر فتكاً بالمدنيين في ريف دمشق

الثلاثاء, 14 نيسان/أبريل 2015 21:55
صورة للطفلة شذا صورة للطفلة شذا

ريف دمشق، مكتب دمشق الإعلامي

 
بوجهها الشاحب وعينيها الغائرتين وجسدها الذي برزت عظامه من شدة الجوع، ظهرت الطفلة "شذا " على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كحالة من آلاف الحالات التي تعاني سوء التغذية في الغوطة الشرقية المحاصرة.

 

 "شذا" البالغة من العمر أربع سنوات وصلت إلى إحدى مشافي الغوطة الشرقية وهي تعاني من وهن شديد و طيات جلدية وشحوب حاد، بعد أن تدهورت حالتها نتيجة سوء التغذية، وليتبين أن لديها أختين تعانيان من نفس الأعراض.
 
 وقال أحد أطباء المشفى الميداني في الغوطة أن الأطفال لا يحصلون على 1 إلى 2% من الغذاء اللازم للطفل، ما جعل حالات سوء التغذية في ازدياد.
 
 تشير الاحصائيات التي شملت 10000 طفل أن مئة منهم توفو بسبب سوء التغذية منذ نيسان العام الماضي، و أن 2000 آخرين يعانون من ذات السبب و قد يلاقون المصير نفسه
 
 حيث تعاني الغوطة الشرقية -ومنذ تاريخ 1-11-2012- حصاراً جائراً من قبل النظام السوري، أدى إلى نقص حاد في كافة أنواع المواد الغذائية والطبية.
 
 ليرتفع عدد ضحايا الحصار في الغوطة إلى 52 ضحية منذ بداية عام 2015 جلهم من الأطفال والرضع، كان آخرهم الطفل (محمد محمود السليك) الذي قضى أمس الاثنين جراء سوء التغذية في مدينة دوما. 
 
وتنوعت أسباب وفاة الأطفال بين سوء التغذية الناجم عن قلة المواد الغذائية وارتفاع أسعارها جراء الحصار الخانق، وصولاً إلى قلة الأدوية والمواد الطبية اللازمة للمرضى والحالات الحرجة، إضافة إلى نقص المناعة والجفاف عند الأطفال والرضع، وعدم توافر حليب الأطفال. 
 
هذا ويعاني الجنوب الدمشقي من ظروف مشابهة، حيث وثق ناشطون، 23 ضحية قضوا نتيجة الحصار منذ بداية العام، 19 منهم في #مخيم_اليرموك والبقية من بلدات الجنوب الأخرى.
 
 يأتي ذلك في ظل حصار خانق من قبل قوات الأسد، وتحكم حواجزهم بإدخال المساعدات أو منعها عن المنطقة المنكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
 
 وبالانتقال إلى الجانب الغربي من الريف، وتحديداً في مدينة #معضمية_الشام، سجل ارتقاء أربعة أطفال منذ شهر شباط الماضي وحتى اليوم، أحدهم لعدم توافر الدواء اللازم لعلاجه وثلاثة نتيجة لسوء التغذية، مع منع نظام الأسد دخول المواد الغذائية والطبية إلى المدينة. 
 
بين الشرق والغرب والجنوب، ودعت بلدات الريف الدمشقي 79 ضحية من أبنائها خلال ثلاثة أشهر من العام، ليس نتيجة غارات أو قذائف أو صواريخ، وإنما بسلاح اعتبره الأهالي الأكثر فتكاً في الحرب، والأكثر تأثيراً على جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال، ألا وهو سلاح "التجويع" ، لتبقى المنظمات الإنسانية عاجزة عن تقديم ولو جزء بسيط من المساعدات أمام بطش نظام الأسد.
 
 
 
مكتب دمشق الإعلامي
تم قرائته 19254 مرات آخر تعديل في السبت, 25 نيسان/أبريل 2015 12:39

رأيك في الموضوع

كن دائماً على تواصل معنا