الرئيسيةريف دمشقتقاريرمعضمية الشام ، صرخة جوع وألم من تحت الحصار

معضمية الشام ، صرخة جوع وألم من تحت الحصار

الثلاثاء, 23 تموز/يوليو 2013 14:33

ريف دمشق ، معضمية الشام ، مكتب دمشق الإعلامي :

 

 

بعد أن أتعبته رؤية طفلتيه اللتين لم تتجاوزا من عمرهما السنة الواحدة و قد أدمى البكاء عيونهم الصغيرة وأكل الجوع من أجسادهم النحيلة وبعد أن فشلت كل محاولاته في الحصول على

القليل من الطعام الذي يسد به رمقهم ،قرر الشاب هشام الشيخ أن يخرج لبساتين معضمية الشام علّه يجد فيها بعضاً من الثمار أو الأشجار التي ما تزال صامدة في بلدة أصبح الموت بشتى أنواعه هو الحاكم الوحيد لأهلها ..

خرج هو و زوجته تاركين وراءهم طفلتين جائعتين على أمل أن يجلبا لهما ولو قليلاً من الطعام ، دون أن يعلما بأنها ستكون رحلة البحث الأخيرة قبل أن تأتي قذيفة هاون وتزهق ما تبقى في جسديهما من حياة ..

لم تكن قصة الشهيد هشام الشيخ وطفلتاه (بيسان وآلاء ) إلا واحدة من مئات القصص التي تتكرر يومياً في بلدة معضمية الشام بريف دمشق ، تلك القصص التي يكتبها حصار قاتل جعل من المعضمية مدينة منكوبة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .

244 يوم من دون كهرباء ، وأكثر من 202 يوم في انقطاع كامل عن الخبز والمواد الغذائية إلا ما رحم ربي.
قرابة الثمانية أشهر البلدة التي تقع في ريف دمشق الغربي تعيش تحت حصار قاتل تفرضه عليها قوات الأسد من كل جانب .

تعتبر بلدة معضمية الشام من البلدات الأكثر تعرضاً لحصار في ريف دمشق فهي تقع في منطقة محاطة من كل جهاتها بجبهات ونقاط عسكرية من جبال المعضمية التي تتمركز فيها الفرقة الرابعة إلى مطار المزة في الجهة الشرقية وفرع المخابرات الجوية ومساكن السومرية التي يقطنها لجان شعبية ممن سلحهم النظام السوري للدفاع عنه .

حيث تقوم تلك اللجان بعمليات خطف وتصفية للكثير من أهالي البلدة الذين يحاولون النزوح منها هرباً من الحالة المأساوية اليومية، فيقومون بطلب مبالغ مادية كبيرة جداً للإفراج عن المخطوفين الذين غالباً ما يكون مصيرهم الموت أو يخطفوهم من أجل الضغط على ذويهم ممن هم في الجيش الحر لتسليم نفسه .

ومن الجهة الثانية تقع الجديدة الحاوية على أعداد كبيرة من مساكن مؤيدي الأسد حيث تعتبر خطرة بالنسبة لمن يحمل في هويته اسم المعضمية ومن جهة شارع الأربعين يوجد حاجز للفرقة الرابعة كما يوجد مساكن الشرطة أما من الجنوب فتحدها مدينة داريا .

هذا ما جعل الموت أو الاعتقال يحاصر أهالي المعضمية الذين أصبحوا يناشدون عبر شاشتهم الصغيرة العالم دون جدوى.
تحدثنا إحدى الناشطات من داخل المعضمية فتقول " الوضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حتى أنه يتفاقم يوماً بعد يوم ، منذ خمسة أشهر ولا نعرف طعم الخبز والدعم الإغاثي سيء جداً ، وزع المكتب الإغاثي بداية رمضان حوالي 300 غرام سكر لكل فرد و3 كيلو رز فقط معظمها بدأ بالنفاد الأمر الذي أدخل الناس هناك في موجة غضب عارمة ! "

وتضيف " منذ أيام توفي طفل لم يتجاوز ال7 أشهر نتيجة الجفاف ومعظم الأطفال الذين في البلدة يعانون من التهابات أمعاء مزمنة بسبب الجو الملوث من جهة وسوء التغذية من جهة أخرى ، فنقص الطعام حتم على أهالي البلدة أن يلجأوا لمواد قد لا تصلح للأكل !! "

11200 نسمة من المدنيين محاصرين داخل البلدة أي ما يقارب 2100 عائلة ، يعيشون في ظروف غاية في السوء تحت قصف يومي طال البشر والحجر فيها ، حتى أنه بالكاد لتجد منزلاً أو بناءً ما يزال يحافظ على شكله ولم يصبه شيء من القصف .

حيث تقوم قوات الأسد باستهداف البلدة يومياً بعشرات من القذائف والصواريخ من جبال الفرقة الرابعة و مطار المزة العسكري إضافة للطيران الحربي و الدبابات التي تحاصرها من كل جانب .
ناهيك عن انتشار القناصة على أطراف البلدة واستهدافهم للمدنيين .

هذا ما يسفر يومياً عن وقوع أعداد كبيرة من الجرحى والشهداء في ظل نقص كبير في الأطباء والمواد الطبية .
قدمت البلدة منذ بداية الثورة حوالي 671 شهيد ، وأكثر من 500 معتقل وأي أحد من البلدة سواءا كان بداخلها او خارجها هو عرضة للاعتقال .

من تحت ضجيج القصف وأزيز الرصاص وحياة أصبح الموت فيها أرحم يخرج لنا أهالي بلدة معضمية الشام في ندائات استغاثة بحملة أطلقو عليها " صرخة بلد من قلب الركام ، أنقذوا ما تبقى من طفلولتنا " علهم يجدو من يسمع أنينهم وويلبي ندائهم وينقذهم من حصار دام لأكثر من تسعة أشهر .

تم قرائته 2738 مرات آخر تعديل في الثلاثاء, 13 آب/أغسطس 2013 13:29

رأيك في الموضوع

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« سبتمبر 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
        1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28 29 30  

كن دائماً على تواصل معنا