الرئيسيةدمشقتقاريرانتهت مسرحية مجلس الشعب، تعرف على فصولها

انتهت مسرحية مجلس الشعب، تعرف على فصولها

الخميس, 14 نيسان/أبريل 2016 01:53
دمشق | خاص :
 
يومٌ مكرر من أيام الشعب السوري، تعاد فيه مسرحية اعتاد الشعب عليها، تبدأ فصولها بتعليق اللافتات القماشية ولصق الصور الشخصية لمرشحي مجلس يفترض أن يمثل الشعب ، لتختتم فصول المسرحية بخرق بالية تلاعبها الرياح تتوشح بها شوارع دمشق المكتظة أصلاً بلافتات تعبر عن مدى سوء الحال التي وصلت إليها هذه المدينة في ظل قبضة العسكر ومن والاهم وعمل معهم .
 

بمجرد سيرك في شوارع دمشق ، أنت عرضة لهجوم جموع من الشبان عليك ، منهم من يرتدي الزي العسكري ومنهم من يلبس ما يدل على أنه من منظمي حملات المرشحين الإنتخابية، فتُسأل: "هل انتخبت؟" 
سؤال قد ألفه بل حفظه سكان دمشق في يوم الإنتخابات المزعومة.
فإن أجبت نفياً فستتفاجأ بعشرات الأيادي تقدم إليك أوراقاً مطبوعة بأسماء المرشحين، وأصوات تهمس في أذنك "صوت للمرشح الفلاني" أو المرشحة الفلانية.
وستقدم لك إغراءات كثيرة، لا يتعدى بعضها عن كونه وعوداً اعتاد عليها الشعب تبرز محاسن المرشح ، وقد تصل أحيانا للمبالغ المالية!
إن استطعت أن تتهرب من التصويت في هذا المركز الإنتخابي، فالمركز التالي ينتظرك ولن يدعك وشأنك، حتى تلقي بورقتك في صناديق الإقتراع الخاوية إلا من بعض الظروف نظراً لقلة الحضور في هذا "العرس الوطني".
 
"من 5 آلاف إلى 7 آلاف، يدفع أحد المرشحين مقابل التصويت له" 
هذا ما أكده لنا أحمد وهو أحد سكان العاصمة، بعد أن سألناه عن مدى رغبته في التصويت مؤكداً أن صوته لن يكون له أي تأثير، فإن كان المرشح سيصل للمجلس، فليس لأن الشعب صوت له وإنما القوائم الجاهزة المعدة مسبقاً بمن سيكون على مقاعد البرلمان، مشيراً إلى أنه مستعد لأن يصوت مقابل المبالغ التي تقدم له.
 
من جهتها، قالت فاطمة، وهي طالبة جامعية من سكان دمشق، أن الإنتخابات ماهي إلا مهزلة جديدة من مهازل النظام السوري، الذي ما يزال يحاول حتى الآن أن يظهر نفسه قوياً أمام المجتمع الدولي، مضيفة: 
"جميعنا يعرف بما في ذلك النظام نفسه أن البلاد تسير "بالواسطة" والفساد يستشري من أصغر المؤسسات لأكبرها".
 
وكانت الحملات الإعلانية للإنتخابات قد بدأت منذ بداية نيسان الجاري، وانتشرت في شوارع دمشق مئات الصور واللافتات للمرشحين، ما جعل أهالي العاصمة تتذمر من "التلوث البصري" الذي سببته تلك الحملات وفق تعبير فاطمة.
 
وبدأت يوم الأربعاء انتخابات "مجلس الشعب"، التي يقيمها نظام الأسد، وبحسب اللجنة القضائية فإن عدد المرشحين للدورة الحالية بلغ نحو 3500 مرشح يتنافسون على 250 مقعداً، في حين وصل عدد المراكز الإنتخابية لـ7 آلاف مركز في المحافظات السورية.
 
مئات المراكز، والقليل من المشاركين، هو حال انتخابات مجلس الشعب لهذا العام، الانتخابات التي جعلها الشعب السوري بأغلبه، مادة ترفيهية، تخفف من وطأة الضيق الأمني الذي عاشه في الفترة الماضية ولازال
 
تمر الأيام وتستمر حالة الإنفصام التي تعيشها البلاد ، فدولة فقدت السيادة عن أكثر من نصف ماكانت تدير من أراض وبلدات، لازالت تقيم هذه المسرحيات بذات الشكل وذات الإخراج الفاشل ، وحروب طاحنة تدور على ضفاف ذات المدن ، يقتل فيها أفراد هذا الشعب الذي عليه أن يجلس ويشاهد بل ويشارك في فصول المسرحية ولو كانت فاشلة.
 
تم قرائته 2302 مرات آخر تعديل في السبت, 04 حزيران/يونيو 2016 22:11

رأيك في الموضوع

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« حزيران 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
      1 2 3 4
5 6 7 8 9 10 11
12 13 14 15 16 17 18
19 20 21 22 23 24 25
26 27 28 29 30    

كن دائماً على تواصل معنا