الرئيسيةزاوية المقالاتانتصار الأسد في الملحمة الكبرى

انتصار الأسد في الملحمة الكبرى

الأحد, 01 أيلول/سبتمبر 2013 17:55

انتصار الأسد في الملحمة الكبرى :

 

بعد ما رسمه البعض من انتصارات نسبها للأسد ، و أخذ يشرح كيف أنه لعَّب الدول الكبرى و زعمائها على أصابعه كما يفعل الساحر أو غاوي ألعاب الخفة والخداع.
وبعد أن طالعنا كبار الصحفيين و صغارهم يكتبون ما يكتبون عن شدة الإعجاب بدهاء الأسد و كيف أدخل الدول العظمى بدوامة و من ثم مررهم جميعاً من عنق الزجاجة ليشعرهم بالحرج.
 
أحببت أن أكتب بعض الأمور التي من الواجب استذكارها و ذكرها ، حتى لا ننساق خلف هذه الأفكار النيرة التي لم تخرج عن مستوى إعلان مسحوق تنظيف أو عبوة ملطف جو ولكن هذه المرة كانت صناعة أجنبية ولم تكن صناعة محلية أو إقليمية كما جرت العادة سابقاً إعلامياً و سياسيا.
 
الأسد الذي دائب على استقبال الوفود الدولية كان أرفعها قبل أيام بضع أشخاص من اليمن الشقيق أتونا بزيهم الشعبي و خنجرهم الأثري مبايعين أو مقرين بأنهم يقفون بجانب الأسد بكامل قوتهم. مهما كانت ضعيفة أم كبيرة.
فكما هو واضح ، كان يحب أن يظهر بشكل رئيس الدولة المقاطَع من الدول العظمى عدى روسيا حليفته الأساسية ، ومن خلفها إيران.
ولكن الواقع كان يتحدث عن دعم يفوق الدعم العسكري و المالي أهمية ، وهو الدعم السياسي والدعم اللوجستي لإتمام عمليات قتله لشعبه خلال العامين المنصرمين من بقية دول العالم ، عرباً و عجماً.
 
الأسد الذي لم يظهر على الشعب رغم كل الأزمات سوى بضع مرات ، لم يزد عددها عن مرات ظهوره الاعتيادية خلال العشر سنوات التي مضت!
 
و الدولة التي لم تعترف بأزمة حقيقية سوى في تقاريرها المالية ، وما عدا ذلك فهي مشكلة بسيطة و الحل على قدم و ساق و لازالت تلاحق "فلول" الإرهاب في الأوكار على حسب قولها.
 
النظام الذي سُمح له باختراق خطوط منع إطلاق النار الدولية التي تخضع لرقابة إسرائيلية و أممية . النظام الذي سُمح له بالطيران فوق حدود العراق و بجانب حدود الأردن و فوق حدود لبنان و بالقرب من حدود الأراضي المحتلة ، من أجل أن يقصف شعبه.
يتسائل البعض و أنا منهم ، ماهي نوعية الضمانات التي قدمها الأسد والتي جعلت طلباته موافق عليها من زعماء كل تلك الدول بدون أي اجتماع أممي ولا طبل ولا زمر دوليين!
أليس الضحية دائماً هو الشعب؟
أليس عدوه هو الشعب؟
أليس الجريح و القتيل و المهدم هو الشعب و مقدرات الشعب؟!
 
على صعيد آخر ، قالت نائبة رئيس الولايات المتحدة السابقة السيدة هيلاري كلنتون عندما قامت الدنيا و لم تقعد بالمظاهرات السلمية ، "أن أيام الأسد باتت معدودة" ، و أعادتها و أعادها من بعدها خلفها جون كيري ، أيام الأسد معدودة ، واستفاض غيرهم بقوله :
"معدودة لكن لا ندري كم عددها!" ، وتوالت و تتالت الأقوال و التصاريح ، وصولاً للضوء الأخضر الصريح من أوباما حيث لوّن الحكاية بما قبل الخط الأحمر و بعده ، فطار الخط الأحمر و جعل من نفسه أضحوكة وهو يعي ما يفعله لأنه رئيس دولة عظمى و يحكي كلامه بناءً على تعليمات مسبقة من مستشاريه الكثر.
طار الخط الأحمر و انصبغت سوريا بالأصفر بعد ضربه للكيماوي ، لأن أمريكا سمحت له ، ولأن فرنسا التي كانت عازمة على تسليح المعارضة بدون قرار جماعي أوربي ، عدلت عن قرارها ، ولأن العالم بأسره أقر و اعترف انه لن يفعل شيءً للشعب سوى الدعاء و التصوير.
 
وتأتي تتمة المشهد و خاتمته تماماً كما صورها كاتب السيناريو و مخرج المشهد الحالي.
كل ما حصل و يحصل هو من مصلحة بشار الأسد ، الطفل المدلل للغرب والشرق وللعرب و العجم وللصهاينة خصوصاً، لسبب ما لا أجهله ولكن سأترك لك الخيار في الإجابة عنه.
 
يعزم العالم على التحرك و التأهب لقصف سوريا.
ينوي العالم ، يتأهب ، يصرّح بعدم انتظاره لأحد ، يعود في كلامه ...وكأن قوة مرعدة ، أثنته عن قراره ، ففضل أن يظهر بمظهر المهزوم المرتعد الذي يعيد حساباته في آخر لحظة قبل أن يركب عربة الرعب في مدينة الملاهي على ان يقدم على عملية عسكرية بشكل ما.
 
وفي هذه الأثناء ، يحصن الأسد مواقعه في دمشق و في باقي الأماكن والمدن ، وينقل مقراته مسرعاً و يتحصن بشكل أكبر بين المدنيين ، في المنازل وفي الأبنية السكنية و المدارس وكل ذلك على عينك يا تاجر!
والحجة أن ضربة عسكرية ستأتي ، وأنها تريد أن تنال من هيبة الوطن ، والمبرر الحقيقي هو أن كتائب المجاهدين و الجيش الحر باتت بالفعل أقوى و أقدر على دخول دمشق عاجلاً أم آجلاً .
و بدأ إعلام النظام بالصراخ و بدأت الطبقة الرمادية بالتلون من جديد مناديةً باللحمة الوطنية بوجه العدوان السافر المزعوم.
وماهي إلا أشهر قليلة تفصلنا عن مهرجان 2014 المسرحي للإنتخابات ، وهي المهلة التي طلبها بالفعل الأسد من الشرق و الغرب لإنهائه عمله على إعداد دويلته و إنهاء الطاقة السورية التي قد تنهض بالأمة بعد زواله و رحيله.
وكما سمعت أحد مسؤولي القطاعات العسكرية الأسدية بالقرب من حرستا يقول على اللاسلكي لأحد الأخوة المرابطين فجر اليوم ، قال له : "حلّوها ، لا تضربونا و لا نضربكن ، وليكو 2014 ، الإنتخابات ماتحدد ، يا منضل تحت قيادة سيادة الرئيس أو أي قيادي تانيي" .
 
وأخيراً وليس آخراً ، يظن البعض أن قوة الأسد قد أربكت العالم بأسره ، وأنه هو الحل الوحيد كما سوّق له كل الزعماء رغم انتقادهم و كلامهم عليه.
 
ولكن من ذاق وبال و نيران ظلمه يعلم تماماً أن مصير من يتحدث بهذه اللهجة وهو لم يذق من الأمر سوى بعض الأذى هو من مصير بشار الأسد الذي يسعى لتحديده ثوار هم من الشعب لا من الشرق ولا من الغرب ، خرجوا متظاهرين ، و بقي من تبقى منهم مجاهدين ، يعلمون حق العلم أن حرب بشار و دعم الكل له هي حرباً على دينهم و معتقدهم قبل أن تكون أي شيء آخر ، فهذا ما هو جلي و واضح ، بدءً من كلمة (تعالوا لنتحاور) نهاية بكلمة (سنذبحكم).
وأن الوعود بضربة أو عشر ضربات ، وإن كانت قد تؤلم نظام الأسد قليلاً ، لكنها لم و لن تكون سبيل خلاص الثوّار أبداً رغم ميولهم لحصولها و رغبة بعضهم بها.
 
وأخوف ما أخاف منه شخصياً ، أن يعاد مشهد السلاح الكيميائي كاملاً بحذافيره في منطقة جديدة أو في ذات الغوطة الجريحة أصلاً ، وهذه المرة بمظلة دولية صريحة ودون خجل.
 

1/9/2013

 

 كتبه لمكتب دمشق الإعلامي :
عايف التنكة
تم قرائته 4694 مرات آخر تعديل في الجمعة, 22 تشرين2/نوفمبر 2013 15:36

رأيك في الموضوع

  • Joudi
    Joudi
    الإثنين, 02 أيلول/سبتمبر 2013 09:12

    من بعد الله أكيد نحن أملنا بالانتصارات و التقدم اللي بحققه الجيش الحر مو أي " مساعدة " من صديق مزيف للشعب .. يارب عجل فرجك

    تقرير
  • عايف التنكة
    عايف التنكة
    الإثنين, 02 أيلول/سبتمبر 2013 02:14

    أخي أبو محمد ، التفويض قائم منذ البداية لكن الخطير بالأمر بالفعل أنهم لا يرغبون أن يكون اللعب بالسلاح الكيماوي ...بلا رقابة.
    وليعلم بشار أنه في حال قرر أن يكون الكيماوي على جهة ما غير شعبه فسيكون الرد مدمر للمنطقة بكاملها.

    وهذه هي أسباب الحشودات كلها.

    تقرير
  • ابو محمد ياسين
    ابو محمد ياسين
    الأحد, 01 أيلول/سبتمبر 2013 20:14

    اشاركك تخوفك من اعادة ما حدث بالغوطة وانه الضاهر ان لديه تفويض بالقتل وسيكون لديه رخصة جديدة
    وسيختارون هم له هذه المرة المنطقة التي سيبطش بها

    تقرير

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« أكتوبر 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
            1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31          

كن دائماً على تواصل معنا