الرئيسيةدمشقتقاريربعد هزائمه الأخيرة، النظام يستخدم الإعلانات الطرقية للدعوة إلى الإلتحاق بجيشه

بعد هزائمه الأخيرة، النظام يستخدم الإعلانات الطرقية للدعوة إلى الإلتحاق بجيشه

الأربعاء, 10 حزيران/يونيو 2015 23:30

 

دمشق، مكتب دمشق الإعلامي:

 
"جيشنا يعني كلنا" " عم تتفرج شو ناطر" "بجيشنا منكسب بلدنا"
عبارات اختارها النظام السوري لتكون ضمن حملته الدعائية الجديدة، التي أطلقها بداية الأسبوع الماضي في شوارع مدينة دمشق تحت عنوان "التحقوا بالقوات المسلحة"، لكسب تعاطف مؤيديه و دفعهم للالتحاق بصفوف جيشه  المتصدع بعد الخسائر المتلاحقة التي تكبدها مؤخّراً.
 
حملة إعلامية ليست الأولى من نوعها، تعتبر اعترافاً صريحاً من قبل النظام بحاجته الماسة لمقاتلين يلتحقون طوعاً بفصائله العسكرية على اختلاف تسمياتها، من جيش نظامي ودفاع وطني، إلى جيش وفاء وغيرها. مستخدماً  هذه المرة الاعلانات الطرقية المنتشرة في شوارع واسواق وساحات العاصمة دمشق.
 
اعتمد النظام في خطابه في الحملة على استمالة عواطف الشبان و تحميسهم للتطوع ، من خلال استخدامه رسائل تبرز أهمية الجيش في المعارك الدائرة حالياً، وبناء البلد، و ضمان المستقل، كما تبث في من يراها شعوراً بالتخاذل تجاه الوطن.
 
كما عرض صوراً لشبان و رجال بالزي العسكري والعتاد، و صوراً لنساء يحملن السلاح كشاهد على فتح باب التطوع للرجال والنساء على حد سواء.
 
يقول عمر الأحمد أحد الناشطين الشباب في مدينة دمشق :"يهدف النظام من خلال هذه الحملة إلى تشجيع الشبان اليافعين للتطوع في الجيش أو ما يسمى قوات الدفاع الوطني, في واحدة من محاولات لتحسين صورة العنصر العسكري من خلال حملات إعلامية مدروسة يقوم عليها خبراء غالباً. كما إن هذه الإعلانات تدل بكل وضوح على النزيف المستمر للنظام و خطورة ما يعانيه."
 
ويكمل :" بدأ النظام بالعمل على الجانب النفسي للمدنيين خاصة في العاصمة دمشق التي يغلب عليها طابع الحياد تجاه الأحداث الجارية، و هذا ما لاحظناه من الحملات الإعلانية الأخيرة، فكانت حملة داوي جراحهم هي البداية، مروراً بحملة عيشها غير، إلى حملة إلتحقو الحالية".
 
ويشير الأحمد إلى الفئات التي قد تتأثر بهذه الحملات قائلاً:
"أكثر من قد يتأثر بهذه الإعلانات بالدرجة الأولى هم الشبان الصغار، الذين ليسوا على اطلاع كاف على الوضع العام، و ممن يمكن أن ينساقوا بعواطفهم إلى الاستجابة، يستسلموا للإغراءات المادية، و شهدت الكثير من تلك الحالات!"
 
و عن توجه الشارع الدمشقي، يضيف الأحمد:
"لا تتجاوز نسبة الشباب الدمشقيين الذين يرغبون بالانخراط في الخدمة العسكرية 10% أو أقل من إجمالي الشباب الراغبين بالانضمام أو التطوع، فمعظم من يتطوع هو إما علوي أو شيعي. الدمشقيون معروفون بأنهم لا يدخرون أي وسيلة كي لا يؤدي شبابهم الخدمة العسكرية، فكيف يكون الحال في وضعنا هذا الذي أصبح فيه الجيش يرفع سلاحه على الشعب، و يموت فيه الشباب دفاعاً عن شخص؟".
 
 
من ناحية أخرى، أعلن رئيس حكومة النظام السوري "وائل الحلقي" أول أمس عن مكافأة مالية تحت عنوان "مهمة قتالية لمقاتلي الجيش السوري" مقدارها عشرة آلاف ليرة سورية، مقدمة لمقاتلي الجيش الذين يقفون على خطوط التماس في قتالهم مع المسلحين حسب تعبير إعلام النظام، كوسيلة أخرى لرفع همم جيشه المتأكلة.
 
وكان النظام السوري عمد سابقاً لاتباع العديد من الوسائل لتلميع صورة الجيش من خلال فنانيه، ومؤيديه، وأجهزته الإعلامية المختلفة في محاولات لإعادة هيبة الجيش وصورته كحاضنة الشعبية، التي فقدها مع بداية الثورة عام 2011 ، ومع تزايد حجم خسائره.
 
تكبد النظام آلاف القتلى و الجرحى في قتاله للثوار خلال السنوات الماضية ، ما خلّف نقصاً كبيراً في أعداد عناصره خاصة بعد تخلف آلاف الشباب عن الالتحاق بالخدمة العسكرية الالزامية، والانشقاقات المتتالية في صفوفه، الأمر الذي دفعه سابقاً إلى تشكيل ميليشيات مسلحة، تحت مسميات "الدفاع الوطني" أو "اللجان الشعبية"، والاستعانة بعناصر من حزب الله اللبناني، و"لواء أبو الفضل العباس"، وغيره من الميليشيات الشيعية الطائفية التي باتت معروفة بوقوفها إلى جانب النظام في معاركه.
 
وعمل النظام على الدفع بمن هم في سن الاحتياط إلى الجيش، والقيام بمداهمات مستمرة، وحملات تفتيش و تدقيق على الشباب، دافعاً العشرات للهرب خارج سوريا.
 
وبعد أن استنفذ وسائله التقليدية، لجأ النظام اليوم لاستخدام حملات إعلامية لكسب ما تبقى من فئة الشباب.
 
كما شهدت مناطق سورية كثيرة تمرداً على النظام  بمنع أبنائها من الالتحاق بصفوف الجيش، ففي الساحل السوري، معقل النظام، وبحسب ناشطين، أدى منع الأهالي لقوات النظام من سوق أبنائهم إلى الخدمة الإلزامية إلى العديد من المواجهات، خاصة بعد مقتل المئات من شباب ورجال هذه القرى على مختلف الجبهات.
 
و حيث يعيش الجيش حالة من الضعف في الموارد والمعنويات ويعاني استنزافاً على جبهات عدة، أبرزها هروبه من إدلب، وتراجعه في حلب، وانسحابه من تدمر، وارتباكه في درعا أخيراً، يقوم النظام السوري بحملات دعائية وملصقات طرقية تحمل جملاً للحث على التطوع ودعم هذا الجيش، ولكنها حقيقة تزيد من معنوياته انحداراً.
 
 
 
 
 
مكتب دمشق الإعلامي
 
 
تم قرائته 4092 مرات آخر تعديل في الأحد, 28 حزيران/يونيو 2015 14:41

رأيك في الموضوع

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« أكتوبر 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
            1
2 3 4 5 6 7 8
9 10 11 12 13 14 15
16 17 18 19 20 21 22
23 24 25 26 27 28 29
30 31          

كن دائماً على تواصل معنا