الرئيسيةزاوية المقالاتعيد الأم .. بين الدمعة والابتسامة

عيد الأم .. بين الدمعة والابتسامة

الإثنين, 25 آذار/مارس 2013 22:02

مكتب دمشق الإعلامي ، دمشق - ريف دمشق :

 


هي المربية ، الأخت ، المعلمة ، المناضلة ، الثائرة و الأم ، قدمت أغلى مل تملك في سبيل الوطن فكان واجباً علينا أن نقدر لها ما قدمته .

الواحد و العشرون من آذار يوم وقف فيه الألاف من الأمهات السوريات وهن يشعرن بمرارة ما فقدنه، فكما كل الأعياد السورية تغيرت طقوس عيد الأم تماشياً مع الأحداث المتتالية التي تمر بها البلاد فتحول عيد الأم هنا في سورية إلى عيد لأم الشهيد .

استهله الكثير من الشباب والشابات لتقديم التهاني والتخفيف عن الأمهات اللواتي فقدن أبنائهم في الثورة .

فمن معتقل إلى شهيد إلى مجاهد ومفقود ومهجر جميعهم تركوا ورائهم أماً قضت الليالي بانتظار فلذة كبدها ، فعانت ما عانته ونالت ما نالته من آلام و أمجاد الثورة معاً .

تحت عنوان " أم الشهيد .. تنتظر عيدها " وفي سياق المحافظة على الجانب الإنساني للثورة السورية نظم العشرات من الشباب والشابات السوريات عدة زيارات تضامنية للأمهات المنكوبات اللواتي فقدن أبنائهن.

أكثر ممن 100 عائلة موزعين في دمشق وريفها كانوا قبلةً للعشرات من الشباب المنظمين في عدة مجموعات ، والذين هدفهم الأول والأخير هو رسم البسمة على شفاه الأمهات .

يقول سامي وهو أحد المنظمين للزيارات :

" بدأت الفكرة مع اقتراب عيد الأم وكانت المرحلة الأصعب هي عملية جمع العناوين نظراً للخوف المفروض على أهالي الشهداء والمعتقلين ، وبعد بذل جهد كبير من عدة جهات تمكنا من جمع حوالي الـ 100 عنوان
وهو رقم كبير إلا أن نسبة الشباب والشابات المشاركة بالحملة كانت تتناسب مع الرقم .

ويضيف :
"في الحقيقة فقد تفاجئت بالإقبال الكبير الذي أظهره الشباب السوري على الحملة رغم كل ما تعانيه دمشق من حصار "

وكانت المرحلة الثانية هي توزيع الشباب والشابات المشاركين في مجموعات وإعطائهم العناوين إضافة إلى جمع مبلغ من المال مخصص للهدايا الرمزية التي ستقدم للأمهات ، ومع تعاون الجميع تمكنا من جمع المبلغ وإحضار الهدايا "

وكانت المرحلة الثالثة مرحلة التنفيذ وتوزعت الزيارات في الأيام من 20 إلى 23 آذار مع فتح باب الزيارات حتى أيام قادمة .

تفاوتت ردات فعل الأمهات بالنسبة للحملة فمنهن من أجهشت بالبكاء حزناً على أبنها ومنهن من ارتسمت الابتسامة على وجهها و منهن من جمعت الحزن والفرح بآن واحد فكانت الدمعة في عينها والبسمة على شفاهها .

وعن ردات فعل الأمهات تحدثنا إحدى الشابات اللواتي قاموا بزيارة لأم فقدت أبنها منذ مدة ليست بطويلة فتقول : " لقد كانت البسمة لا تفارق وجه الأم لشدة سرورها بنا حتى أنها قد طلبت منّا تكرار الزيارة في الأيام القادمة "

أما الشابة ( م . أ ) فتقول " في البداية تفاجئت الأم من وجودنا وبدت على وجهها أثار الاستغراب ولكنها سرت في حديثنا فيما بعد وأرادت أن نبقى لفترات أطول "

تقول الشابة شام وهي من قام بزيارة لأحد عائلات شهداء دمشق ممن قضى نتيجة إطلاق الرصاص عليه في مظاهرة
" جميل أن تسمع من أفواه الأمهات قصص أبنائهم الشهداء ، فتشعر بأنهم على قدر من القوة لا يمكله سوا تلك الأم ، لقد قمنا بزيارة العديد من العوائل وجميعهم أبدى ترحيبه الشديد بنا ، وكانت مجمل الأحاديث عن الشهيد وذكرياته وما يحب ويكره ، شعرنا في طريقة حديثنا وكأننا بالفعل أولاد لهؤلاء الأمهات ، أولاد بالوطن والهدف "

ومع أن الزيارات بشكل عام قد نظمت من أجل عيد الأم إلا أن الكثير من الشباب والشابات اللواتي التقيناهم قد أبدوا رغبتهم بالاستمرار بزياراتهم .

يقول الشاب محمد أحد المشاركين بالحملة :

" عيد الأم لا يقتصر على يوم بالسنة فقط ، في كل يوم وكل دقيقة هناك أم تفقد أبنها ومن هنا فأننا كثوار واجب علينا أن نستمر بتلك الزيارات على مدار العام "

توافقه ( م . أ ) الفكرة " لقد شعرت بإحساس عظيم بالقدرة على زرع البسمة على شفاه الأمهات وسأحرص على الاستمرار بتلك الزيارات "

وهنا نجد أن الهتاف الذي طلما ردده الكثير من الشباب في المظاهرات وتشيعات الشهداء " أم الشهيد .. نحنا ولادك " قد أصبح واقعاً في عيد اعتبه الكثيرون ظالماً على الأم والأبناء معاً .

مقطع فيديو مرفق مع الحملة بعنوان ( أم الشهيد تنتظر عيدها )

 

كتبته لمكتب دمشق الإعلامي : Rose Syr

تم قرائته 4200 مرات آخر تعديل في السبت, 06 نيسان/أبريل 2013 14:10

رأيك في الموضوع

شاركنا بتعليق

برنامج المكتب على الأندرويد

« سبتمبر 2023 »
اثنين ثلاثاء الأربعاء خميس جمعة سبت الأحد
        1 2 3
4 5 6 7 8 9 10
11 12 13 14 15 16 17
18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 28 29 30  

كن دائماً على تواصل معنا