الغوطة الشرقية، مكتب دمشق الإعلامي:
منذ بداية الحديث عن الهدن التي يطرحها نظام الأسد على خصومه هنا وهناك، وتحديدا في الأوقات التي يعقد فيها مؤتمر جنيف 2 ولإن أنظار العالم عادت قليلا للشأن السوري ، منذ حينها والنظام لايزال على منهاجه الأول و طريقته الأمثل في إثبات دموية فاقت ما اقترفته دكتاتوريات القرون السابقة أجمع.
في الغوطة الشرقية حديث عن هدن تعرض على بلدات دون غيرها مع أن العارف بجغرافية الغوطة ولو بشكل بسيط ، يعلم تمام العلم أن بلدات الغوطة ليست إلا أبنية وبساتين و أحياء مجاورة لبعضها البعض ولا يفصل بينها طرق طويلة.
فيبلغ عرض الغوطة من شمالها لجنوبها قرابة الثماني كيلو مترات وهي حدودها مع العاصمة دمشق!
فكيف تهادن حرستا و لاتهادن جارتها زملكا أو عربين!
وكيف تسري هدنة قيد البحث في جوبر و عين ترما تحرم الغذاء والبضائع على سبيل المثال لا الحصر.
حصار الغوطة ليس أبرز ما تعاني منه و يواجهه سكانها الذين زادوا عن المليون نسمة ولا احصائات دقيقة لعددهم.
فالمعاناة إنسانية و صناعية وتجارية و علمية وتعليمية تولد ضغطا نفسيا على مواطن لم يعد يحتمل الكثير من المحن ، ولازال يبحث عن قوت يومه و يقلق على فلذة كبده مع كل طلقة رصاص متفجر يسمعها و قذيفة وطائرة وصاروخ يمر أو يسقط جواره.
سياسة صواريخ الأرض أرض ، والبراميل و هدير الطائرات هي ضغوطات نفسية و عبئ كبير على كل من يسكن هنا ، فليس الهاون كما الصاروغ صوتا و دمارا و أثرا!
يزامن النظام شق صف البلدات بعروض الهدن المغرية مع تكثيف القصف و الضرب بما أنف ذكره على البلدات التي ترفض تلك العروض أو التي لم،ترفض بعد ولكنها تدرس العرض!
فيعيد لذاكرة الإنسان هنا أن ما يسمى مصالحة وطنية وهدنة بين طرفي قتال و نزاع لا يعني أبدا ان هذا النظام مستعد للتخلي عن وجه الشرير وعن رغبة القتل و سفك الدماء.
وإنما يريد أن يعلمهم بأن الهدنة قرار من طرفه وليس خيار يختارونه ، فهو سيبقى قاتلهم و ذويهم محبوسون أو أنهم قتلوا في سجونه ، ولا يعني ادخاله الشعير ليأكلوا منه هم و الدواب سوية أنه أصبح نظاما إنسانيا طيبا و يرغب بفتح صفحة بيضاء جديدة!
فلا صفحات بيضاء في كتابه ، كلها حمر ملونة بدماء من رحلوا ومن لم يرحل بعد.
الأربعاء, 12 شباط/فبراير 2014 18:20
من جرب المجرب كان عقله مخرب
تقرير